التعليم هو أساس البناء الحضاري لأي آمة، فكلما إزداد الاهتمام بالمسيرة التعليمية، كلما تقدمت حضارة الأمم والشعوب، وهذا ما انتهجته دولة الامارات العربية المتحدة على يد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي رأى بحكمته الواسعة، وبصيرته الثاقبه وايمانه العميق، حيث استثمر ببناء الانسان على مدارج العلم والتعلم، لانه أدرك أن التعلم هو الطريق المستقيم الذي يصل بالوطن الى الازدهار والتقدم.
فشيد المدارس والمعاهد والجامعات وشجع الأجيال على الالتحاق بالمدارس بالحوافز الى أن ظهر هذا الجيل الذي اخترق الافاق ليغزو الفضاء، ويتطلع الى الكوكب الأحمر (المريخ) بمسبار الامل.
هكذا يكون الاستثمار بالقضاء على الأمية والزي سارت على دربه الدولة، واستطاعت بجهودها الثقافية بمحو الامية، ليست للقراء والكتاب وإنما هي اليوم في طور القضاء على الأمية في مجال التواصل الالكتروني والبرمجيات.
وفي هذا اليوم الثامن من سبتمبر حيث يحتفل العالم باليوم العالمي لمحو الامية فإن الامارات قد قطعت شوطاً كبيراً في درب القضاء على الأمية، حيث انتشرت المدارس في كل الأرجاء، للصغار والكبار، وباتت الجامعات تغص بالطلبة من جميع الاختصاصات.
وبهذه المناسبة التعليمية الوطنية صرح سعادة حمد سالم بن كردوس العامري المدير العام، بأن المؤسسة واكبت منذ تآسيسها على دعم مسيرة التعليم في الدولة وخارجها.
في الداخل ساهمت بتقديم المساعدات للأسر المتعسرة في تعليم أبنائها، ولديها برنامج دائم في دعم التعليم لأنه من أوائل أهدافها الإنسانية.
حيث بلغت قيمة مساعداتها التعليمية ١٤٣ مليون دولار أمريكي، وكلها تصب في العمل على دعم التعليم في الداخل، وبناء المشاريع التعليمة في الدول الضعيفة والمحتاجة والأقل نمواً من أجل محو الأمية، ولا تزال هذه المشاريع في العديد من الدول قيد العمل والانشاء، وقد عبرت المؤسسة بمساعداتها. الى ما يربو على ٢٠٠ دولة حول العالم.
وأضاف سعادته أن المؤسسة تواصل مهمتها في نشر ثقافة محو الامية، بالتعاون مع الهيئات الدولية، الأنيسكو، والاليكسو، والاسسكوا، وسائر المؤسسات الإنسانية دوليا من أجل تحقيق الأهداف التعليمية وتطويرها الى أرفع متطلبات التعليم الحديث، حيث ساهمت أيضا بتقديم الأجهزة الالكترونية للعديد. من الدول المحتاجة لتطوير مجالات التعليم بمساعدتها على توفير الوسائل التعليمية المساهمة بمحو الأمية، وخاصة في بعض المناطق المتضررة مثل مخيمات اللاجئين والمناطق المنكوبة، وفي المساهمة أيضاً في إعادة بناء المدارس كما جرى ذلك في فلسطين.
وختم سعادته بالقول بأن المؤسسة تتطلع الى وضع تصورات استراتيجية مستقبلية لتطوير أدائها لدعم مشاريع محو الأمية في سائر أركان المعمورة دون أي تمييز عرقي أو ديني أؤ مناطقي، على خطى الوالد المعلم صاحب وقف المؤسسة الشيخ زايد طيب الله ثراه، سائلين الله عز وجل أن تكون هذه الاعمال في ميزان حسناته